مدينة الجؤة الأثرية

مدينة الجؤة السبئية.. من ينفض عنها ترابها؟!!
صحيفة الجمهورية - تعز
الأحد 01 يونيو-حزيران 2008م

مدينة الجؤة (بضم الجيم وهمزة على الواو مفتوحة ثم هاء)، ذكرها ياقوت الحموي فقال: هي قرية قرب الجند من أرض اليمن، وتقع الجؤة في عزلة الأشعوب على سفح حصن الدملؤة والصلو من شرقيه. قال عنها الهمداني في (الصفة): “أما الجؤة من عمل المعافر فالرأس فيها والسلطان عليها آل ذي المغلس الهمداني ثم المراني من ولد عمير ذي مرّان قَيْل همدان الذي كتب إليه الرسول -صلى الله عليه وسلم يدعوه وقومه للإسلام حينما بعث إليهم معاذ بن جبل –رضي الله عنه. وكانت مساكن الملوك والفضلاء المعدودين، ومنها خرج العديد من العلماء المشهورين في التاريخ اليمني لعل أهمهم هو الراوي والحافظ عبد الملك بن أبي ميسرة الذي هو مقبور في الراهدة وعليه مسجد وضريح مشهور. وكذلك المبارك بن إسماعيل المبارك الذي تولى قضاءها في عهد الدولة الأيوبية.

كما أن كبار العلماء في العصر الرسولي كانت أكثر إقامتهم في هذه المدينة وكذلك الملوك والوزراء والأعيان.
وكان فيها الأمير محمد بن أحمد المفضل بن عبد الكريم بن سعد بن سبأ الأبيني أيام الملك المنصور عمر بن علي بن رسول الذي قصدته الشعراء وامتدحوه بقول البعض منهم:
يا طالب الجود يمم للندى جؤة فإنه فيها الوابل السكب
.....إلخ القصيدة
وهي اليوم متشعثة كما قال الأكوع محمد بن علي، تكاد تلحق بالموتى وتقع جنوبي شرقي مدينة تعز لمسافة مرحلة(مابين مدينة الراهدة والصلو حالياً).
والجؤة من المدن اليمنية القديمة الشهيرة، وبها من أشهر الأسواق القديمة كذلك، وهي من المدن السبئية للدولة المعافرية التي كانت عاصمتها “جبا” التي كان ملوكها من سبأ الأصغر ينتمون إلى ولادة الأبيض بن حمال، ثم آلت إلى الملوك الحميريين من آل الكرندي من ثمامة إلى حمير الأصغر.
من أهم المدن التي كانت تتبع قلعة المنصورة مدينة الجؤة التاريخية المندثرة، التي كانت تقبع على سفح حصن قلعة الدملؤة من الجهة الشمالية، وقد ازدهرت هذه المدينة خصوصاً في العصر الرسولي، حيث صارت عبارة عن مضيف المجتمع حينذاك لملوك وأفراد وكبار رجال الدولة الرسولية، إضافة إلى نزوح الكثير من الوجهاء إليها، حيث تم استقدام مياه الري من وادي “موقعة” من بلاد “سامع” عبر غيل (فلج) يبلغ طوله حوالي من 30 إلى 40 كم، الذي غذى المدينة بالمياه وكذلك وادي الجنات، مما أضفى على المدينة الكثير من الجمال بسبب خصوبة أرضها وتناسق ابنيتها.
مرت مدينة الجؤة بمراحل كثيرة من الخراب والتعمير، وكان أول من هدمها وأحرقها عن بكرة أبيها بمن فيها عبد النبي بن مهدي فأصبحت يبابا، ثم ازدهرت من جديد وأعاد إليها الحياة الملوك الرسوليون، وفيها مسجد من أقدم المساجد التاريخية في اليمن بناه الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز-رحمه الله-، قال عمارة اليمني في تاريخه عن مسجدها: “وقد أدركت مسجدها ووجدته على تجديدته الذي جدده الحسن بن سلامة، به منارة بيضاء وعلى شكل مسجد بن طولون في مصر”.
معلم أثري بحاجة للتنقيب:
تعد هذه المدينة من أقدم المستوطنات لمحافظة تعز عبر تاريخها، فهي بحاجة إلى من ينفض عنها تراب العوامل الزمنية التي غيبتها بفعل الأحداث المتتالية، وكذلك بسبب عشوائية الجهلة الذين امتدت أياديهم لتخريب ما تبقى منها.
كنا قد سعينا نحو الجهات المختصة للطلب إليهم العمل على الاهتمام بها والالتفات إليها للعمل على كشف ما احتوته المدينة إلا أن الرد كان “أنها فوق الإمكانيات المتاحة”.
مثلها مثل كثير من المدن التاريخية اليمنية المردومة بحاجة الى الالتفات إليها والتنقيب عن آثارها لتكشف الدراسات الإنسانية عن مكنوناتها التي لا يعلمها كثير من الناس اليوم، ولعلها تحظى أو توجه إليها الإشارات للتنقيب وخاصة بعدما وقعت بلادنا مع دولة قطر الشقيقة اتفاقية تسمح للأخيرة التنقيب عن الآثار اليمنية.

* عدد المساهمات : 688 تاريخ التسجيل : 23/06/2009

اشكرك اخي امير الروح على هذة المعلومات التاريخية

التي يمكن الاستفادة منها واشكرك ايضا على

مواصلت الجهود المبذولة

تشكر على مرورك

عدد المساهمات : 94 تاريخ التسجيل : 06/08/2009

اشكرك اخي امير الروح على هذة المعلومات التاريخية

شكرا على المرور

» صور من مدينة تعز الحالمة